بقلم: منصور بختي دحمور
لماذا ترفض الجماعات
الإسلامية الجهاد في فلسطين
كلنا يؤمن صادقا من
قلبه إيمان اعتقاد جازم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صادق في قوله:"ثم
تعود خلافة على منهاج النبوة" في سياق حديثه عن تغير النظام العام للحكم في
المنطقة العربية بعد ما يسمى بالديمقراطية المزورة التي نعيشها في زمننا هذا
وتعيشها كل الشعوب بما فيها المجتمع الأمريكي الذي تتشدق دولته بمبادئ الحرية
والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وصناعة السلام العالمي,
ولكن السؤال الوجيه
في أحداث العالم المتسارعة اليوم هو: هل وصلنا إلى مرحلة انقلاب عربي إسلامي على
أنظمة الحكم العالمية في طريقنا إلى خلافة على منهاج النبوة؟ هل ما نراه من
تنظيمات إسلامية وجهادية هو مطّة نص العودة إلى زمن العدل والمساواة الاسلامية
التي بنت في العهد النبوي والراشدي دولة مثالية بصدق؟ هل ما نراه فيما يسمى
بالدولة الاسلامية في العراق والشام يمثل حقا مبادئ الدولة الاسلامية الراشدة؟ وهل
الآفاق الجهادية المعلنة من طرف التنظيمات المسلحة حقيقية وتتماشى من مبادئ الدين
الحنيف؟
بداية نقول: أنه لو
كان لصوت الشعوب الاسلامية مسمع في العالم حول التنظيمات هذه لسمعناها ترفض ما
يحدث في العالم الاسلامي بوجه عام والعربي على وجه الخصوص من أعمال عدائية وعنف،
وبالتالي فمن غير المنطقي أن تكون غالبية الشعوب الاسلامية كافرة بسبب عدم إيمانها
بالعمل المسلح تحت راية هذه الجماعات، ببساطة لأن قضية الجهاد الذي يعتبر ذروة
سنام الاسلام قد وُجه بطريقة مدروسة ضد صاحب عقيدة الجهاد الصحيح وهنا يصدق نبي
الله تعالى في قوله:"لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين سيفا منها وسيفا من
غيرها" وربما يكون غريبا أن نقول أن هذه الفتن التي تموج بين المسلمين والذي
تسببت فيها هذه الجماعات المصطنعة هو إيذان بعدوان خارجي ضد العالم العربي في أقرب
الأزمان لأن الله إذا جعل بأس المسلمين بينهم سلط عليهم عدوا من الخارج كما يقول
شرّاح الحديث المذكور,
نستطيع القول هنا أن
التنظيمات الاسلامية التي رفعت السلاح على المسلمين لا تمثل إسلاما ولا مسلمين،
والقضية واضحة بشكل جلي في تخليها عن الحق في عدم نصرة الدولة الفلسطينية التي
تمثل القلب النابض للخلافة الراشدة التي لم تقم بعد والتي تمثل أيضا الاسمنت الذي
يجمل العرب والمسلمين، فمن الغريب أن نسمع من تنظيم داعش أن الله لم يأمرنا بقتال
الصهاينة ومثله قول القرضاوي أن الجهاد في بيت المقدس غير واجب شرعا بحجة أن الله
يختبر صبر الفلسطينيين,
بكل صراحة، نقولها
لله، إن عدم القول بأولوية الجهاد في فلسطين لا يمثل فقط تخاذلا تجاه قضية عادلة
ولكن في حقيقة الأمر مشروع لأجندة خارجية مدروسة في سبيل صناعة توجه إسلامي محرّف
للتتويه الشعوب المسلمة وتشويه صورة الإسلام في أعين الشعوب الأخرى وتغيير الذهنية
العالمية حول مفهوم الإسلام ومفهوم الجهاد ولكن الحتمية التاريخية في صناعة
الأحداث تسير في طريقها إلى توعية المخلصين من المسلمين وغير حول حقيقة ما يحث
وحول حقيقة دين السلام الإسلام لمعرفة الحق من الباطل ليتحقق قول الله
تعالى:"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ
تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ" سورة البقرة:216,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق